الأندية الرياضية: الأصول الجديدة التي يحتاجها أباطرة السلع

هب أنك مليارديرا كونت ثروتك مستفيدا من الارتفاع الحاد في أسعار السلع وبمقدورك شراء أي شيء ترغب فيه. فماذا عساه يكون ذلك الشيء.
يخت فاخر أم سيارة سريعة أم ربما منتهى الأمل في عالم الرياضة.. نادي كرة قدم مملوك لك وحدك.
لقد قام عدد من أثرى أثرياء العالم الذين كونوا ثرواتهم بفضل الارتفاع القياسي لأسعار النفط والمعادن المهمة بهذا الشيء.
على قمة هرم فقاعة السلع يجلس ثري صناعة الصلب الروسي اليشر عثمانوف الذي اشترى حصة في ارسنال أحد أندية الدوري الانجليزي الممتاز وملياردير الصلب الهندي لاكشمي ميتال الذي استحوذ على نادي كوينز بارك رينجرز في دوري الدرجة الثانية في انجلترا.
وقال روبرت بولاند أستاذ إدارة الرياضة بجامعة نيويورك "اللاعبون في سوق السلع هم عصب المرحلة الحالية للثروة الجديدة. إنهم مدفوعون للظهور الشرعي تحت الأضواء العامة.. مطلوب منهم الكشف عن لعبهم ومخابئهم الآمنة."
ومن شأن شراء فرق كرة قدم أو أندية رياضية أخرى ملء الكثير من الخانات بالنسبة لرجال الأعمال الناجحين هؤلاء.
وقال عثمانوف لرويترز "كنت مشجعا للفريق ووجدت أنه إلى جانب الحماس والإثارة اللذين سأشعر بهما من جراء مشاهدة مباريات ارسنال يمكنني أيضا القيام باستثمارات جيدة."
ويملك عثمانوف المولود في اوزبكستان لكنه الآن مواطن روسي نصف شركة ميتالوينفست للصلب وجزءا من شركة ريد اند وايت القابضة التي رفعت حصتها في ارسنال إلى 24 بالمئة.
وأضاف عثمانوف "لم أقم حتى الآن بأي استثمارات خاسرة. أنا واثق بنسبة مئة بالمئة أن ارسنال من ناحية الأعمال يساوي مثلي قيمته الحالية."
وستعزز الأرباح المتعاظمة في عالم تجارة السلع وضع المليارديرات الساعين للحفاظ على استثماراتهم في عالم كرة القدم أو رياضات أخرى.
وقاد رومان ابراموفيتش ثالث أغنى رجل في روسيا والذي حقق ثروته من العمل في مجال النفط والالومونيوم في بداية التسعينات الطريق لانجلترا بشرائه نادي تشيلسي اللندني في 2002.
وقد يعتقد البعض أن الدافع وراء عمليات الشراء تلك هي الرغبة في النجاح والشهرة في جوانب علنية.
لكن هذا قد يصبح عملا مربحا للغاية أيضا مع احتمال تحقيق أرباح كبيرة من بيع التذاكر والأكواب والقمصان إضافة لعائدات البث التلفزيوني. وقد يصل عدد المشاهدين للمباريات المهمة كنهائي دوري أبطال اوروبا إلى 150 مليون شخص حول العالم وفقا لإحصاءات الاتحاد الاوروبي لكرة القدم.
كما قد ينظر البعض لأندية كرة القدم وغيرها من الرياضات كمكان لاستثمار آمن بعيدا عن أسواق السلع غير الآمنة.
وقال بولاند إن قيمة فرق تشارك في دوري كرة القدم الامريكية بالولايات المتحدة على سبيل المثال تتضاعف كل خمس أو ست سنوات.
ووصلت أسعار النحاس العالمية مؤخرا إلى مستويات قياسية لتبلغ 8940 دولارا للطن أي نحو أربعة أمثال مستواها قبل خمس سنوات. كما تضاعفت أسعار النفط عما كانت عليه العام الماضي فقط.
وارتفعت قيمة فرق بطولات دوري كرة السلة وهوكي الجليد في امريكا الشمالية بقوة خلال العقدين الماضيين لكن التوقعات تشير إلى احتمال تباطؤ سرعة هذا النمو.
لكن فرص الاستثمار لا تزال أكبر في أندية كرة القدم الاوروبية.
وقال بولاند "أثبتت بعض الأندية في اوروبا أنها تصنع الأموال وأن بعضها يمثل فرصا استثمارية جيدة ويمكن تطويرها إلى أعمال تعتمد على ذاتها."
ولا يرجح أن يكون الربح المحرك الرئيسي وراء تحركات هؤلاء الأفراد. فتشيلسي مع ابراموفيتش حقق خسائر كبيرة والعام الماضي بلغت خسائره 74.8 مليون جنيه استرليني (150.3 مليون دولار).
وتملك شركة ميل هاوس ال.ال.سي في روسيا التي يملكها ابراموفيتش حصصا في مجموعة افراز لصناعة الصلب وفي مجموعة هايلاند جولد للتعدين.
وليست شركات السلع والطاقة عن ذلك ببعيد. فشركة جازبروم الروسية على سبيل المثال هي مالكة نادي زينيت سان بطرسبرج الروسي بطل كأس الاتحاد الاوروبي الموسم الماضي وهي الراعي لنادي شالكه الالماني.
وقد يرجع اهتمام الروس بالأندية الرياضية الناجحة ومن بينها أندية في أنجح بطولات الدوري في العالم لمنافسة قديمة الأزل.
وقال شريف جاليف وهو شريك في مكتب ديلويت لاستشارات الأعمال "هذا جزء من الثقافة الروسية.. اعتاد الناس في الاتحاد السوفيتي القديم على اعتلاء الصدارة في الرياضة ومن الصعب القول إن كانت هذه ظاهرة روسية فقط."
ومن غير الواضح التكهن إن كان بعض مليارديرات السلع هؤلاء سيبقون في عالم كرة القدم طويلا لكن يعتقد على نطاق واسع أنهم لن يغادروه على الأقل لحين الفوز بالجوائز المرغوبة كدوري أبطال اوروبا.
ويأمل أنصار كوينز بارك رينجرز أن يساهم دخول ميتال لناديهم في عودته لدوري الأضواء. وتملك عائلة ميتال 43 بالمئة من شركة ارسيلور ميتال لصناعة الصلب.
ويعتقد معظم الخبراء أن وجود مليارديرات السلع هؤلاء وغيرهم من رجال الأعمال الأثرياء هو شيء إيجابي للعبة لأنهم يضخون فيها المال.
وقال جاليف "أعتقد أن مشجعي تشيلسي سعداء بوجود ابراموفيتش على رأس النادي. ساهم بالكثير ليفوز النادي بالدوري الانجليزي الممتاز. أعتقد أنه أمر إيجابي للأعمال وللعبة."
ويعتقد بولاند أن مشاركة رجال الأعمال يدفع نحو إنشاء دوري لأندية النخبة في اوروبا.
وقال "قد يصل الأمر إلى عدم قدرة المشجعين على دفع الثمن ومن ثم تتحول (كرة القدم) إلى مجال أعمال أكثر مما هي عليه الآن. أشك أن يقدر اللاعبون على الفوز بالرواتب الكبيرة والمنافسات في وقت واحد."

الكويت وقطر.. وجها النهائي