فيما اعتبر انتصارا سياسيا لحزب الله وللبنان ، عبرت قوافل الصليب الأحمر الدولي وهى تحمل عميد الأسرى العرب في السجون الإسرائيلية سمير القنطار وأربعة أسرى لبنانيين آخرين إلى داخل الحدود اللبنانية ، لتنتهي بذلك المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل ، والتي يتوقع أن تتم المرحلة الثالثة منها في غضون 3 أسابيع وتشمل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال .
وكانت المرحلة الأولى من الصفقة قد تمت في وقت سابق اليوم ، حيث عبرت شاحنات تابعة للصليب الأحمر الدولي من إسرائيل إلى جنوب لبنان محملة برفات ثمانية من مقاتلي حزب الله وأربعة من الشهداء العرب بينهم الفلسطينية دلال المغربي ، وفي المقابل تسلمت إسرائيل من حزب الله رفات الجنديين الإسرائيليين اللذين وقعا في الأسر خلال عملية الوعد الصادق في 12 يوليو 2006 .
وأعلنت سلطات الاحتلال تأكدها من هوية الجنديين بعد تحليل الحمض النووي لهما ، وأظهرت لقطات حية مباشرة تسلم الاحتلال صندوقين خشبيين يضمان رفات الإسرائيليين الذين اسرهما حزب الله قبل عامين .
ويتوقع أن تستكمل في وقت لاحق اليوم أو غدا نقل جثث 190 لبنانيا وفلسطينيا سقطوا في عمليات ضد القوات الإسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية او انطلاقا منها.
احتفالات في لبنان
وأعلن لبنان اليوم عطلة رسمية بمناسبة اطلاق سراح هؤلاء الأسرى الذين يأتي على رأسهم سمير القنطار وهو الأسير اللبناني والعربي الأقدم في السجون الإسرئيلية الذي أسر في عملية في نهاريا شمالي إسرائيل عام 1979 ، وكان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز قد أصدر مساء الثلاثاء عفوا رسميا عن القنطار لبدء عملية مقايضة للسجناء مع حزب الله اللبناني.
سيارات الصليب الاحمر تحمل القنطار ورفاقه
وقال بيريز: إنه استخدم سلطاته بموجب القانون للعفو عن سمير القنطار الذي سعى حزب الله للإفراج عنه مقابل الإفراج عن جنديين إسرائيليين محتجزين منذ حرب يوليو / تموز 2006 .
وأضاف بيريز في بيان انه "اتخذ هذا القرار الصعب" على الرغم مما وصفه "بالألم الذي لا يطاق" ، وأصر على أن "هذا القرار لا يشكل بأي حال صفحا" عن القنطار الذي كان يقضي حكما بالسجن المؤبد بسبب هجوم قتل خلاله طفلان وثلاثة إسرائيلين آخرين في عام 1979 .
عملية الرضوان
ومن جانبه ، أطلق حزب الله على عملية التبادل اسم عملية الرضوان نسبة إلى الاسم المستعار للقيادي في حزب الله عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق مؤخرا.
وزين مناصرو حزب الله باقواس النصر ولافتات الترحيب الطرق في جنوب لبنان والتي تؤدي إلى قرى تتهيأ لاستقبال السجناء المطلق سراحهم، او لاحتضان رفات من قضى منهم في مواجهة القوات الإسرائيلية التي كانت تحتل جنوب لبنان لأعوام طويلة.
وامتلأت بلدة عيتا الشعب بلافتات الترحيب والاعلام الحزبية واللبنانية. وتبعد عيتا الشعب امتارا قليلة عن الحدود مع إسرائيل. ويسميها الأهالي "عاصمة الوعد الصادق" وهو اسم عملية أسر الجنديين الإسرائيليين في يوليو/ تموز 2006.
قوة المقاومة
من جانبهم ، اعتبر محللون أن عملية تبادل الأسرى بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي تؤكد قوة المقاومة وقدرتها وصوابية العمل العسكري بوجه الاحتلال ، وقالت الباحثة أمل سعد غريب الخبيرة في شئون حزب الله: إن إسرائيل بقبولها هذا التبادل أوجدت سابقة خطرة حيث أقرت بأن القوة و"العنف" هما وسيلتان صالحتان وإن عمليات الخطف هي طريقة فعالة لتحقيق المطالب ، مشيرة إلى أن رسالة حزب الله هي انه لا يمكن تحقيق أي إنجاز من دون الكفاح المسلح، والإسرائيليون أكدوا أنه محق".
وأضافت أن طي ملف الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية لا يعني مطلقا أن حزب الله سيلقي سلاحه بل على العكس سيزيده تمسكا به.ويقول تيمور جوكسل المتحدث السابق باسم قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل): إن حزب الله سيلعب أوراقا أخرى يمتلكها للبقاء فاعلا كمزارع شبعا أو الخروقات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية.