فؤاد حسين
لا يوجد عاقل تنطلي عليه أكذوبة محكمة الجرائم الدولية التي تسعى للوصول الى الرئيس السوداني عمر البشير، لم تهبط على المحكمة الانسانية فجأة رأفة بأهل دارفور. بل رأفة بالظمآنين الى نفط دارفور.
فإقليم درافور له أهمية إستراتيجية واقتصادية بالغة على أجندة المخططات الأمريكية ، حيث موقعه المحاذي لبحيرة بترولية ضخمة تمتد من إقليم بحر الغزال مرورًا بتشاد والنيجر وموريتانيا ومالي والكاميرون؛ وبالتالي فإن السيطرة عليه يعد بمثابة صمام الأمان لسهولة تدفق النفط المستخرج من هذه المنطقة، وكونه أيضًا أحد أكبر المناطق الغنية بالنفط على مستوى العالم، والتي لم يتسنَّ استغلالها حتى الآن بسبب ما تشهده السودان من صراعات وحروب أهلية منذ فترة طويلة.
ويتخطى الاهتمام الأميركي تحديدا بدارفور مسألة الاعتبارات الإنسانية، إذ تُدرك الولايات المتحدة، أن إفريقيا تشكل واحدة من أسرع المناطق نموا في إنتاج البترول، فبحلول عام 2012 سيكون بوسع الولايات المتحدة أن تستورد من إفريقيا ما يُعادل الكمية ذاتها من البترول التي تستوردها حاليًا من الشرق الأوسط، بحسب الدراسة التي أعدها المجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية بواشنطن.
كما يحتوي الإقليم على كميات ضخمة من الثروات المعدنية، وعلى رأسها اليورانيوم، وقد أشار الرئيس السوداني عمر البشير العام الماضي إلى أن دارفور تزخر بأكبر كميات يورانيوم في العالم، وأن الدوائر الغربية تمتلك إحصائيات ووثائق عن الثروات الكامنة فيها.
وبالإضافة إلى البترول واليورانيوم ، فإن أقاليم دارفور الثلاثة تتمتع بوجود ما يقرب من 40 مليون فدان من الأراضي الخصبة لم يستغل منها سوى الثلث، وأكثر من 24 مليون فدان من الغابات والمراعي الطبيعية التي تزخر بكميات هائلة من الصمغ، تقدر بحوالي 16% من الإنتاج العالمي للصمغ، إلى جانب كميات كبيرة من النحاس والحديد والرصاص والجرانيت والكروم، والصخور النادرة والرسوبيات وأحجار البناء، لتشكل منتجاته نسبة 45% من الصادرات السودانية غير النفطية.
فالسودان يجلس على بحيرة نفطية خرائط شركة شيفرون الأمريكية تؤكد ذلك فبعد أن بدأت مسوحاتها فى الشرق تحولت الى الجنوب فوجدت البترول في الشرق والبحر الاحمر وشواطئه ودواخله وحتى الجزيرة الواقعة بين السعودية والسودان ، مدير شركة نيوتكساس الأمريكية هو الآخر يؤكد ذلك ويقول أن كميات البترول التى وجدت فى حلايب تكفي لان تجعل السودان دولة نفطية من اغنى دول العالم، كما ان السودان يعتبر وفقا لخبراء ضمن اكبر شريط نفطي في العالم يبدأ من اندونيسيا ويمر بالجزيرة العربية ثم البحر الاحمر ويعبر السودان حتى نجيريا ويتعدى الشريط بعد ذلك المحيط الأطلنطي ليصل الولايات المتحدة الامريكية وكوبا.
أما بالنسبة لليورانيوم فالسودان يحظى بكميات هائلة منه وهو بالاضافة الى النفط يعتبر اهم مصادر الطاقة في هذا العصر ، وهذا يفسر وجود 12 قمرا اصطناعيا ترصد أجواء دارفور كما ان هنالك 42 خريطة اعدتها منظمات اجنبية تدعي انها انسانية عن موارد الاقليم وثرواته ، فموظفو تلك المنظمات- سبحان الله- مهندسون في الجيولوجيا والنفط مما يؤكد طبيعة تلك المنظمات وأنه لا علاقة لهم بالنشاط الانساني، وهذا يذكرنا بما أعلنه والى شمال دارفور من ان السلطات الامنية ضبطت طائرة في مطار الفاشر تعمل مع الاتحاد الافريقي تحمل في صندوق للأدوية زجاجات ممتلئة بالتربة جرت أحالتها إلى الفحص المعملي وقال ان الحادث يعزز شكوك الحكومة في نوايا الجهات التي تسعى الى تدخل دولي.
بالاضافة الى النفط واليوانيوم فقد صنفت منظمة الاغذية العالمية السودان ضمن ثلاث دول هي: استراليا -كندا - السودان قادرة على تغذية العالم في القرن الحادي والعشرين.
بعد هذا هل نحتاج الى معرفة هذه الانسانية التي هبطت فجأة على المجتمع الدولي شفقة على أبناء دارفور.. فاذا كانت المسألة حقا جرائم إبادة جماعية، فأين هذا المجتمع وانسانيته من مجازر رواندا التي لم يجف دماؤها بعد ووصل فيها عدد الضحايا الى الملايين؟؟