وسط النشوة التي ما زالت تسود أوساط كرة القدم الاسبانية بعد فوز "الماتادور" بلقب كأس الأمم الأوروبية الثالثة عشر في نهاية الشهر المنصرم، يستعد المدرب الكبير فيسنتي دل بوسكي لخلافة مواطنه لويس أراغونيس في منصب المدير الفني للمنتخب الأسباني. حيث ذكرت وسائل الإعلام الأسبانية أن رئيس الاتحاد الاسباني للعبة آنجل ماريا فيار سيعلن مساء الثلاثاء 15-7-2008 عن تعيين دل بوسكي مديراً فنياً للفريق بعقد يمتد عامين.
وسيقدم فيار دل بوسكي الذي سبق أن قاد ريال مدريد للعديد من الألقاب إلى وسائل الإعلام الخميس المقبل، ليخلف بعدها أراغونيس الذي قاد المنتخب الشاب إلى ثاني ألقاب اسبانيا في البطولات الكبرى - بعد لقب البطولة الاوروبية الثانية عام 1964 -.
ورحل أراغونيس الملقب بـ "الرجل الحكيم" من تدريب المنتخب الاسباني ليتولى تدريب فناربخشة التركي بعقد مغر، حيث يبدأ مهمته مع الفريق بمعسكر تدريبي في النمسا التي شهدت تحقيقه أكبر إنجازات مسيرته المهنية.
والمثير للدهشة أن الجميع في أسبانيا يشعرون بأنهم سيفتقدون أراغونيس، حيث ذكرت صحيفة "ماركا" الاسبانية واسعة الانتشار أن المدير الفني الجديد لفريق فالنسيا خوان فيالونجا يتمنى أن يحظى بوجود "الرجل الحكيم" على رأس الجهاز الفني لفريقه الذي يعاني مؤخراً من تراجع نتائجه، في إشارة إلى رغبته في الاستفادة من خبرة أراغونيس.
أما دل بوسكي، فسيصبح بدوره سابع مدرب للمنتخب الأسباني في غضون 20 عاماً شغل فيها فيار منصب رئيس الاتحاد الأسباني للعبة.
ويسود شبه إجماع في أسبانيا على أن دل بوسكي هو البديل المناسب لقيادة المنتخب إلى الفوز بلقبه الأول في بطولة كأس العالم 2010، رغم المعارضة الشديدة لقرار تعيينه في إقليم كتالونيا معقل فريق برشلونة بسبب ماضيه مع فريق ريال مدريد. إذ يؤمن الكثيرون بقدرة المدرب ذو الشارب الكث على قيادة "الماتادور" إلى لقب كأس العالم الذي لم يسبق للإسبان الفوز به، رغم تاريخهم العريق في اللعبة الشعبية، لما حققه من إنجازات باهرة على صعيد الأندية.
ومن الناحية المهنية، يختلف دل بوسكي عن أراغونيس تماماً، ففي الوقت الذي اشتهر فيه أراغونيس بالاستفزاز والفظاظة وتحديه الدائم للنجوم الكبار أو مواجهاته مع رؤساء الأندية، يعرف دل بوسكي برباطة جأشه وهدوئه وعدم بحثه عن الأضواء، بل دائماً ما يبحث عن البقاء في الظل وعيش حياة هادئة بعيدة عن الصخب.
ويتمتع دل بوسكي بسجل رائع مع الفرق الكبيرة، إذ سبق أن قاد ريال مدريد إلى لقب دوري أبطال أوروبا عامي 2000 و2002، وبذل جهداً رائعاً لخلق تجانس فني بين كبار النجوم مثل البرتغالي لويس فيجو والفرنسي زين الدين زيدان.
وذكرت صحيفة "آس" الاسبانية الرياضية في عددها الصادر الثلاثاء أن دل بوسكي سيحرص على "عدم كسر الكتلة البشرية والنظام الخططي" في الفريق الفائز بلقب يورو 2008. كما توقعت عدم استعانته بمهاجم ريال مدريد المخضرم راؤول جنزاليس، في إشارة إلى أنه لن يجري تغييرات جذرية في اختيارات أراغونيس للاعبين أو الخطط الفنية.
وأثار أراغونيس دهشة خبراء الكرة الاسبانية عندما رفض ضم راؤول - 31 عاما - إلى صفوف الفريق الذي شارك في البطولة الأوروبية الأخيرة، رغم ما يتمتع به شعبية ضخمة مثلت ورقة ضغط على أراغونيس.
وستكون المهمة الأولى أمام دل بوسكي مع الفريق هي قيادته إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، حيث تلعب اسبانيا في التصفيات إلى جانب منتخبات تركيا وبلجيكا والبوسنة واستونيا وأرمينيا.