قد لا يكون إكزافي هيرنانديز أو(تشافي) كما يلفظ حسب بعض المصادر نجم شبَّاك أو لاعباً فلتة مثل لاعبين كبار مروا في تاريخ النادي الكاتالوني خصوصاً من الذين عاشرهم في السنوات العشر الأخيرة مثل فيغو أو رونالدينيو ولا حتى الشاب ليونيل ميسي وهو ليس هدافاً ينتزع الآهات عندما يهز الشباك مثل سافيولا أو تيري هنري لكنه يبقى لاعباً كبيراً ويمثل ثقلاً ويشكل حيزاً كبيراً في خط الوسط عندما يتعلق الأمر بالفاعلية، فعلى مدار السنوات العشر التي ظهر فيها بقميص الفريق الأول للبلوغرانا أثبت إكزافي أنه حجر أساس في أي تشكيلة وتحت إمرة أي مدرب من المدربين الذين تناوبوا على تدريب البرشا في العقد الأخير حتى إن غورديولا المدرب الأحدث أعلن عن تمسكه بهيرنانديز بقوة معتبراً أنه ركيزة هامة في بناء الفريق الجديد.
بطل أوروبا
رغم أنه قضى موسماً شحيحاً مع ناديه إلا أن ختامه كان أكثر من رائع مثله جميع لاعبي منتخب الثيران فقد توج إكزافي مع رفاقه بلقب البطولة الأوروبية للمرة الأولى من أربعة عقود ونيف ولم يكتف نجم برشلونة بقيادة خط الوسط الذي شكل رمانة الميزان في طريقة لعب أراغونيس بل قدم مستوى راقياً وأداء متوازناً طوال الأوقات التي شارك فيها بالمباريات فأدى واجبه الدفاعي على خير وجه، وشكل الممول الرئيس في انطلاق الهجومات الإسبانية وقد كوفئ على خير وجه عندما اختاره الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) عبر لجنته الفنية كأفضل لاعب في البطولة لتأثيره على أداء زملائه وفعاليته في كل المباريات وحتى تمريراته وطريقته لبناء الهجمات كانت مثالية وهو الذي شارك في 5 مباريات في البطولة فبلغ كامل رصيده الدولي في نهايتها 63 مناسبة سجل فيها 7 أهداف آخرها في مرمى روسيا بنصف النهائي.
بطل عالم
رغم القحط الذي عاشته الكرة الإسبانية في العقود الأخيرة على مستوى الكبار إلا أن إكزافي هيرناندير يفتخر بأنه كان عضواً في الجيل الفائز بمونديال الشباب في نيجيريا 1999 إلى جانب كاسياس يومها ومنذ تلك البطولة أصبح خياراً قادماً لارتداء قميص المنتخب خصوصاً بعدما شارك مع المنتخب الأولمبي في سيدني ويومها وصل مع رفاقه إلى نهائي مسابقة كرة القدم وخسر يومها من الكاميرون.
في 15 تشرين الأول 2000 خاض مباراته الدولية الأولية ضد هولندا، ومذاك حجز إكزافي مكاناً دائماً في صفوف الثيران وشارك في كل البطولات الكبرى وكانت بدايته مع مونديال كوريا واليابان ثم في يورو 2004 والمونديال الألماني في 2006 ولكن كما حال رفاقه فشل في تسجيل إنجاز يذكر في البطولات المذكورة حتى جاءت البطولة الأخيرة لتنصف المنتخب الإسباني الذي طالما حمل أسماء كبيرة دون بطولة، وإكزافي المقاتل الذي خرج من لباس الجندي المجهول ليصبح النجم الأول للبطولة الأوروبية سائراً على نهج من سبقوه من الكبار أمثال بلاتيني وفان باستن وماتياس زامر وغيرهم.
الجندي الوفي
ولد إكزافي هيرنانديز في 25 كانون الثاني من عام 1980 بمنطقة تيريسا التابعة لكاتالونيا ولذلك فقد نشأ على حب النادي الأعلى في المقاطعة، فالتحق في سن الحادية عشرة بمدارس برشلونة وتدرج في فئات النادي العمرية حتى وصل في سن الثامنة عشرة إلى أبواب الفريق الأول ولأن لويس فان غال كان بحاجة لضخ دماء جديدة في صفوفه فقد ضمه إلى رجال مطلع موسم 98/99 وبات يشركه من حين لآخر، وقد سجل هدفه الأول في مرمى بلد الوليد في ذلك الموسم الذي أبلى فيه بلاء حسناً فأصبح أحد العناصر الأساسية التي لا غنى للبرشا عنها والآن بعد عشرة مواسم مازال إكزافي الجندي الوفي لناديه الأم رافضاً كل العروض المقدمة له خصوصاً أن عرضاً سابقاً مطلع الألفية كاد ينقله نحو أولدترافورد حسب طلب خاص من مدرب المان يونايتد فيرغسون، لكن مهندس برشلونة رفض ذلك بحسم قائلاً: إنه يعشق برشلونة ولا يتخيل أن يرتدي قميصاً غير البلوغرانا.
ساهم إكزافي عبر المواسم التي قضاها في نيوكامب بفعالية بكل الإنجازات التي سجلها النادي في العقد الأخير ومنها البطولة الأهم المتمثلة بكأس الشامبيونزليغ 2006 بالإضافة إلى 3 بطولات دوري وبلغ سجله مع النادي مع نهاية الموسم الفائت 419 مباراة في مختلف البطولات منها 281 مباراة في الليغا التي اختير أفضل لاعب فيه موسم 2004- 2005.
مطلوب ولكن..
عقب تتويجه باللقب الأوروبي واختياره كأفضل لاعب تفتحت عيون الأندية الكبيرة نحو إكزافي من جديد وصحا جوزيه مورينيو مدرب إنتر ميلان الجديد على حلمه القديم عندما كان في تشلسي ليضم اللاعب بعدما واجه برشلونة في دوري أبطال أوروبا 2005 فقدم يومها عرضاً مغرياً للاستفادة من خدمات إكزافي لكن الأخير رفض وكذلك إدارة البرشا مع تمسك لابورتا ورايكارد به، والآن جدد مورينيو عرضه لجذبه نحو الكالشيو لكن يبدو أن الأمور معقدة فاللاعب مرتبط مع ناديه حتى 2010 بعقد يتضمن شرطاً جزائياً قيمته 100 مليون، وغورديولا متمسك به ولذلك فقد اقترح مكافأة لاعبه الخبير بعقد جديد ليكون أحد أعمدة الفريق في الموسم الجديد.