البرازيل والأرجنتين يتطلعان لذهبية أولمبياد بكينصراع تاريخي متكرر بينهما في المنافسات الدولية
البرازيل والأرجنتين يتطلعان لذهبية أولمبياد بكين
روميو روفائيل من لندن: يواجه منتخبا البرازيل والأرجنتين للإعداد لبطولة كرة القدم الأولمبية عقبة بسبب حاجتهما إلى "المعركة" مع الأندية الأوروبية للحصول على اللاعبين المتوفرين لضمهم إلى
|
لقطة سابقة من مباراة للبرازيل والارجنتين |
منتخباتهما.من ناحية النظرية، ينبغي أن يسمح تلقائياً للاعبين الذين أعمارهم 23 عاماً فما دون. وحتى مع ذلك، فإن النادي الألماني فيردر بريمن يحاول احجام السماح للاعبه دييغو (23 عاماً) بالالتحاق بالمنتخب البرازيلي للمشاركة في أولمبياد الصين، ومن جهة أخرى نادي برشلونة الاسباني مصمم على التمسك بلاعب الأرجنتيني ليونيل ماسي. ولكن المشكلة الحقيقية هي مع اللاعبين الثلاث الذين أعمارهم فوق 23 عاماً والذين يسمح لهم بالمشاركة في الأولمبياد، على رغم أن الأندية غير ملزمة بالسماح لهم بالمشاركة.
ولم يستطع منتخب البرازيل ضم كاكا إلى صفوفه، ولكن ميلان على استعداد للتنازل عن رونالدينيو. أما لاعب ريال مدريد روبينهو فهو ضمن أعضاء الفريق، ولكن مسؤولين في المعسكر التدريبي لمحوا بأنه على استعداد لعدم المشاركة في الأولمبياد إذا اشتراه نادي تشلسي اللندني.
وكان مدرب منتخب البرازيل حريصاً على ضم لاعب له خبرة كبيرة في مركز دفاع الوسط، ولكنه لم يتمكن من الحصول على خدمات لوسيو أو خوان، اذا اضطر إلى ضم لاعب من أندية البرزيل وهو تياغو سيلفا.
ولمنتخب الأرجنتين أيضاً مشاكل في مركز دفاع الوسط. إنه يريد مارتن ديمشيلز من بايرن ميونيخ، لكن طلبه قوبل بالرفض. وانتر ميلان سوف لن يسمح لنيكولاس بيرديسو وكذلك ريال مدريد بالنسبة إلى جابريل هينز لانضمامهما إلى منتخب الأرجنتين، لذا سيكون اللاعب المغمور نيكولاس باريا من نادي اندرلخت واحداً من الكبار في العمر، واللاعبان الآخران في مركز الدفاع: خوان رونان ريكولم من بوكا جونيورز وخافيير ماتشرانو من ليفربول الذي سيسمح له بالالتحاق بمنتخب الأرجنتين مع قليل من الاحتجاج، خصوصاً بعد انضمام لوكاس ليفا إلى منتخب البرازيل.
وكان ماتشرانو ضمن منتخب الأرجنتين الذي فاز بالميدالية الذهبية في أولمبياد أثينا قبل أربع سنوات، وهو على استعداد للهرولة إلى منتصف الطريق حول العالم للبحث عن ميدالية أخرى، ولكن السؤال يطرح نفسه: لماذا البطولات الأولمبية مهمة لدول أميركا الجنوبية؟
الأسباب ثلاثة، وهي:
أولاً، كرة القدم الأولمبية لها تاريخ حافل بالانتصارات وصدى في دول أميركا الجنوبية.
شهدت الألعاب الأولمبية التي اقيمت في باريس عام 1924 ميلاد كرة القدم الحديثة. وصل المنتخب الأوروغواي من المجهول واستطاع أن يقحم نفسه ويفوز بالميدالية الذهبية بعد تقديمه مهارات رائعة لم تشهدها أوروبا من قبل وفجرت نشاطاً كبيراً للعبة.
وكنتيجة مباشرة لانتصار أوروغواي عام 1924، وفوزهم على الأرجنتين بعد أربع سنوات في امستردام، عادت الحياة إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم. وحتى يومنا هذا فإنهم في كرة قدم أميركا الجنوبية يشيرون إلى "أهداف الأولمبياد" (مباشرة من ضربة ركنية) و"دورة الأولمبياد" (دورة الشرف حول الملعب بعد الفوز بالبطولة).
من هنا وحتى الآن، تمثل البطولة الأولمبية فرصة للفوز باللقب، ومن يفكر بأن كرة قدم دول اميركا الجنوبية تعتبر الفوز بالميدالية الذهبية مجرد مزحة والتعبير لجمع الجوائز، فهو مخدوع تماماً.
الميدالية الذهبية للألعاب الأولمبية هي الميدالية الوحيدة الذي لم يفز بها منتخب البرازيل. وإنه بحاجة شديدة ليحقق ذلك ويكمل مجموعة الجوائز.
الأرجنتين، بطبيعة الحال، هي بطلة كرة قدم للألعاب الأولمبية، لكنها تريد المزيد، خصوصاً لديها مدرباً جديداً، لاعب وسط منتخب الأرجنتين في مونديل 1986 سيرجيو باتيستا هو المدرب المسؤول على منتخب الشباب. الفوز بالميدالية الذهبية لأولمبياد الصين سيضعه في المنصب الجديد.
دونغا، مدرب منتخب البرازيل الأول، هو أيضاً المسؤول عن منتخب بلاده للأولمبياد. ومع أن الفريق الأول يكافح بشدة في تصفيات كأس العالم، الفوز في الصين ستكون معجزة بالنسبة إليه. ووفقاً لبعض الاصوات الشريرة، الفوز في الصين هو الشيء الوحيد الذي سيبقيه في منصبه.
وربما أكثر أهمية من الفوز في البطولة في حد ذاته، هي حقيقة أن البطولة الأولمبية تقع في منتصف الطريق إلى نهائيات كأس العالم المقبلة.
على صعيد المنتخب البرازيل الأول، على سبيل المثال، لاعبي خط الوسط متنافرين ويلعبون بطريقة غريبة، ولكن في الصين، اللاعبين مثل أندرسون ولوكاس واللاعب الموهوب هيرنانيز من ساو باولو ستكون لديهم فرصة لإبراز نوع من الخيال والابداع في هذا المركز الحيوي، والتي يمكن بعدها بدء حملة التأهيل لنهائيات كأس العالم.
أما بالنسبة إلى الأرجنتين، يمكن أن يثبت اللاعب العملاق ازيكيول غاراي نفسه في مركز دفاع وسط، حيث أن المنتخب يكافح في ايجاد لاعب طويل القامة في الاونة الأخيرة. ولكن هناك مشكلة أخرى للفريق في مركز دفاع اليسار، ولفابيان مونزو الفرصة لحل هذه المشكلة.
لذا هناك بعض الأشياء المهمة في كفة الميزان بين 7 و23 من الشهر المقبل، وربما مهمة جداً.
هل البطولة الأولمبية وضعت ضغوطاً إضافية على نخبة من اللاعبين الذين يعانون اصلاً من الافراط في تراكم المباريات؟ ألم يكن من الأفضل أن تكون المنافسة محضة للشباب، مع عدم الافراط باللاعبين الكبار، وتقتصر البطولات الأولمبية على لاعبين دون 20 سنة؟
هناك حاجة ماسة للمناقشة حول الموضوع لتفادي تكرار فوضى السماح للاعبين الذين قد يعقد تحضيرات كل من البرازيل والأرجنتين لهذه البطولة.